الصفحة الرئيسية  أخبار عالميّة

أخبار عالميّة شهادات صادمة: هكذا يعيش الليبيون في سرت تحت حكم داعش

نشر في  13 فيفري 2016  (22:17)

فرض نحو 1500 مسلح من تنظيم داعش سيطرتهم على مدينة سرت الليبية لتطبيق قوانينهم الخاصة التي تتضمن زيا بمواصفات خاصة بالرجال والنساء، علاوة على منع الاختلاط بين الجنسين في حجرات الدراسة، وتأسيس قوات شرطة إسلامية، بحسب تقرير نشرته اليوم “بي بي سي”.
وتحدثت “بي بي سي” مع عدد من سكان سرت الذين أُجبروا على مغادرة المدينة، خشية الوقوع في أيدي التنظيم. وتقول بنت الفرجاني، طبيبة أطفال: “كنت طبيبة أطفال في مستشفى ابن سينا. أنا الآن في طرابلس بعد أن هربت مع أسرتي في أوت 2015، وكان ذلك عندما بدأت اشتباكات”.
وأكدت أن عدد القتل لا يصدق، إذ فقدت أربعة من أبناء عمومتها، وخمسة من أبناء خالها، وثلاثة من أقاربها، واثنين من الجيران.
وصُلب واحد من أبناء عمها في دوار الزعفران، علاوة على مقتل ابن عم آخر لها في المنطقة الغربية وقطع رأس ثالث، ورابع آخر قتل بقذيفة دبابة.
وفقدت صديقتها ثلاثة من أشقائها الأصغر سنا. كما غادرت صديقة أخرى لها سرت، واستقرت في زليتن مؤخرا. ولكن الوضع هناك مأساوي. فقد قتل شقيقها في انفجار، من جراء هجوم انتحاري، الشهر الماضي.
وقالت بنت الفرجاني: “ألوم دول المنطقة لوضعنا الحالي. أكره سماع أسماء بعض البلدان هذه الأيام مثل مصر، وتونس، وقطر، والجزائر، والسودان، وأفغانستان، وسوريا. فقد كان بإمكاننا نحن الليبيين حل مشاكلنا بأنفسنا لو تركونا لوحدنا”.
كما روت أن صديقا أخبرها بأنهم استولوا على المنازل الشاغرة، والمباني الحكومية الرئيسية مثل مباني أمانة البلديات، والمستشفى الذي كانت تعمل به، إضافة إلى مسجد محلي والجامعة. وختمت حديثها بالتأكيد على أن “داعش” تتمركز بشكل رئيسي في وسط المدينة.
اعلان ولاء
بدوره يروي الورفلي، من الفارين من سرت قصته مع تنظيم داعش الذي يسيطر على المدينة قائلا: “تركت سرت في أوائل ديسمبر 2015. ولم تكن العملية غزوا بمعنى الكلمة، بل أن كل ما جرى هو أن مجموعة من المقاتلين المحليين (أنصار الشريعة) أعلنوا ولائهم لتنظيم داعشوبعد ذلك انضم إليهم مقاتلون فارون أو انهزموا من قبل قوات الجنرال خليفة حفتر في بنغازي”.
وأضاف أن هناك جنسيات أخرى في عداد التنظيم، وهو ما اتضح من لهجاتهم ومظهرهم. فمثلا من بينهم تونسيون ومصريون، وعناصر غير عربية.
وتابع: “كان التنظيم متساهلا فيما يتعلق بتطبيق قوانين الشريعة في البداية. وكنا نشعر بأنهم كانوا يركزون على كسب الولاء من المجتمع القبلي في سرت”. لكن الوضع تغير في أوت 2015 عندما بدأ التنظيم بشكل ملحوظ تطبيق تعليمات تخص اللباس والسلوك وفقا للورفلي.
وأشار إلى أن تلك الفترة شهدت أيضا توقيع عقوبات الصلب والجلد لأي شخص يدان، وتُنفذ بعد صلاة الجمعة. وأكد أن الدخول والخروج من المدينة كان أمرا عاديا جدا إلى أن ترك المدينة في ديسمبر مع عائلته.
وتختار الفئات التي لا تزال تتسلم رواتب القطاع العام، التي تصلهم من طرابلس، البقاء في المدينة، وذلك ببساطة، نظرا للتكلفة، ليس هناك منطق اقتصادي للهجرة بالنسبة لمعظم الناس، وفقا للورفلي.
أنصار القذافي
من جانبه، يقول إبراهيم: “أنا أصلا من سرت. أعمل في مجال الأعمال الحرة ، وغادرت المدينة مع عائلتي في جويلية العام الماضي بعد أشهر قليلة بعد وصول التنظيم”.
وأشار إلى أن أخبارا وصلته تتضمن أن الأدوية في المستشفيات تكاد تكون معدومة، علاوة على سطوة من وصفهم بـ “تجار الحرب” على تجارة المواد الغذائية متوفرة، وندرة في وقود السيارات.
ويرى إبراهيم أن سقوط المدينة كان بمساعدة أنصار القذافي، إذ أتى الموالون له في البداية بحجة طرد مقاتلي مصراتة من سرت.
وشدد على أنه من المستحيل أن يكون المقاتلون الأجانب قد عرفوا طريقهم إلى سرت دون مساعدة من بعض أهالي تلك المدينة القبلية منقسمة الولاءات.
قال إبراهيم إن المقاتلين “بدأوا بصلب الناس عند مدخل مدينة سرت بعد مرور شهرين من حكمهم بحجة ارتكاب المقتولين لجريمة التجسس لصالح جماعة فجر ليبيا المقاتلة”.
وأضاف: “رأيت واحدا على الأقل بنفسي تم صلبه. وفي وقت لاحق، سمعت وقرأت عن 17 آخرين، بينهم صديقي شرف الدين وشقيقه (رجل الدين السلفي) الشيخ مفتاح أبو ستة”.
وكالات